أولها إلى آخرها وقد امتلأ غضباً فوثب مغضباً وأمر بالقبض على الرئيس وإيداعه في السجن، ففعلوا به ما أمر به الملك من القبض عليه وإيداعه في السجن، فتنكد عيش رفيقه العادل وتوجه إليه وأغلظ له القول ولكن كان الأمر قد خرج من يده فقال الرئيس: كل هذه الأمور بقضاء الله تعالى وقدره وفي الجملة إذا كان السعد مقبلاً فكل حركة له تصدر عن الشخص فإنها سعيدة وإذا أدبر فلا يكاد يصيب العاقل واللبيب فضلاً عن غيره وهذه عادة الزمان مع أبنائه وقد قيل شعر:
ومن ذا الذي ما غره صرف دهره ... فأضحكه يوماً ولم يبكه سنه
وأنا كنت غافلاً عن هذه النكت ماشياً على ما كنت أعهده من نفسي وعودني به الزمان فصادفني مثل حكاية الهدهد والرجل الصالح.
قال العادل: كيف كانت تلك الحكاية؟ قال الرئيس: ذكروا أن رجلاً من الصلحاء كان قد علمه الله تعالى لسان الطير وكان له هدهد يدعي صحبته فرآه في بعض الأيام جالساً على رأس حائط فقال له: يا صاحبي هذا المكان كثير العاهات فانتقل إلى مكان