قال الحكيم مرزبان: بلغني أنه كان في ماشية راعي وعنز فحل يستطيل على الماشية ضرباً ونطحاً وزاد ضرره إلى أن عجز عنه الراعي فأتى به إلى السوق ليبيعه فرآه القصاب فبادر إليه ليشتريه فنظر المحتال فرأى شخصاً منكر الصورة بثياب رثة وعمامة دنسة وعلى حزامه سكاكين معلقة قد مد إليه يداً ملطخة بالدما فارتاع منه وارتعش وأدرك منه بالفراسة أن سيهلكه فتحزر منه فاشتراه القصاب وجذبه إلى المذبح، فلما أدخله فيه رأى شقات اللحم معلقة ورؤوس الغنم مطروحة وجلودها ملأ المكان والدماء سائلة فتحقق ما ظنه، فما توقف القصاب حتى ألقاه إلى الأرض وربط رجليه وأخرج السكين ليذبحه فوجدها كليلة فتوجه لأخذ المسن فلما وجد المحتال الفرصة تمطى في الحبل المربوط به وقطعه وانتصب قائماً وخرج من المسلخ هارباً لما رأى من فجعة الموت وطلب مكاناً خالياً فأدى به الطريق إلى البستان بجوار بيت القصاب فوجد باب البستان مفتوحاً فدخله والقصاب خلفه وبيده السكين مسلولة، وكان بين امرأة القصاب والبستاني عشق وشغف