فتلفت الزكي إلى المحتال وقال: أجب أيها الوزير فقال المحتال: هذا من قصور النظر وعدم التأمل وإلا فالسلطان كالشمس إذا استوت في قبة الفلك عم شعاعها البر والبحر ووصل نورها من المشرق إلى المغرب واستوى فيه الجبال والتلال والوعر والحضيض واملك إذا اشتهر صيت عدله في الأقاليم وسكنت هيبته في القلوب وشمل عدله القاصي والداني وعم فضله الرفيع والوضيع فإنه كالغمام الماطر إذا أرسل ما فيه بلغ نواله العامر والغامر والسهل والوعر، ومتى علمت الرعايا أنكم مشمولون بالمراحم السلطانية وداخلون تحت الطاعة الشريفة والعواطف الملوكية لا يتجرأ أحد على التعرض إليكم، وإذا كانت نية الملك الخير والعدل أبلغ الله تعالى بركة ذلك جميع الآفاق وناهيك بقصة كسرة أنوشروان مع حمار الطحان. قال الطير: كيف كانت تلك القضية؟
قال المحتال: ذكر المؤرخون أن كسرى اجتهد في إجراء العدل