للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مفيداً وسماعي محركاً وإن كان ذلك بغير رغبته ورضاه وأمره فلا غنائي يكون مطرباً ولا قولي يكون معرباً، لأن كل شيء لا يجيء على القلب عنايته صعب والقصد من هذا الكلام أن لا يتولى أمرنا إلا من له عناية وشفقة على كبيرنا وصغيرنا، قال الوزير: نعم ما قلت ولقد نصحت من وراءك فاحتفظ بما رأيت وسمعت وتوجه إلى أصحابك فإنك قمت بواجب حقهم فإنهم منتظروك. ثم أضافوا إليه الحمامة وردوه إلى جماعته مكرماً فوصل إليهم مطمئن الخاطر منشرح الصدر وابلغهم الرسالة وطابت قلوبهم وانشرحت خواطرهم فهيئوا التقادم والخدم وأخذوا في أسباب التوجه إلى حضرة الملك بذلك فدعا الوزير وقال له: إن هؤلاء الجماعة قد توجهوا إلينا وفيهم من لا يعرف حقائق الأمور ولا اطلع على قضية الصلح فبمجرد ما يقع نظره علينا ويرى هيبة الملوك يرجف فؤاده ويستطير قلبه ويداخله الفشل فربما فر واتبعه غيره لا سيما إذا كان ممن سبقت له منافي ميادين الصيد سابقه فيهدم جميع ما بنينا ويفسد غالب ما قصدنا واللبيب من تفكر في عواقب الأمور قبل وقوعها وغالب هذه الحيوانات لا تقدر على مشاهدتها وناهيك بقضية الديك والثعلب. قال المحتال: وكيف كانت تلك الحكاية يا مولانا السلطان؟

قال الزكي: كان في بعض القرى ديك قد جرب أمور الدنيا كلها وذاق حلو الدهر ومره وعرف مداخله ومخارجه ففي بعض الأيام داخله الطمع فبعد

<<  <   >  >>