وقد تضمنت بعض التفصيل المفيد فائدة جيدة، لبعض ما سبق أن ذكره وتكلم عنه، في مقدمة القسم الأول من رسالته. وبعد أن انتهى الباحث من الكلام على مباحث الرسالة كلها: مقدماتها ومقاصدها. . قام بوضع فهارس خمسة جيدة نافعة:(١) الفهرس الأول: خاص بالآيات القرآنية التي ورد اقتباسها أو الاستشهاد بها.
(٢) الفهرس الثاني: خاص بالأحاديث النبوية، وآثار الصحابة، التي دار معظم الاستدلال والاحتجاج عليها.
(٣) الفهرس الثالث: خاص بالأعلام الواردة بالرسالة، وقد رتبها على حروف المعجم، وجعلها قسمين: قسما خاصا بالرجال، وقسما خاصا بالنساء.
(٤) الفهرس الرابع: خاص بمصادر البحث ومراجعه، التي رجع إليها، واعتمد في كتابته عليها، مطبوعة أو مخطوطة، متداولة أو نادرة.
وقد أجاد في صنعه إجادة فائقة، حيث رتب هذه المصادر حسب الفنون، ثم على الحروف. وذكر أسماءها التي اشتهرت بها، ومكان طبعها وتاريخه، أو مكان وجودها والرقم الدال عليها. كما ذكر أسماء مؤلفيها ونسبهم، وأرخ وفاة أكثرهم.
(٥) الفهرس الخامس: خاص بموضوعات الرسالة ومباحثها، الكلية والجزئية، أو الاحتمالية والتفصيلية. وهو جامع لها، ويعطي قارئه صورة صحيحة عنها.
هذا بيان موجز عن محتويات هذا الكتاب، القوي في موضوعه، الجيد في صنعه، الحسن في طبعه، الجليل في نفعه، الذي امتاز بوفرة معلوماته وصحتها، وكثرة مراجعه ومصادره. ودقة إحالاته وسلامتها.
والذي رتبت مباحثه العامة ترتيبا لا بأس به في الجملة، ونظمت مباحثه الخاصة تنظيما في غاية الحسن والدقة.