للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقدم عليه عند فتح خيبر وحفظ القرآن والعلم، ولئن قصرت مدة صحبته فلقد كان من نجباء الصحابة، وكان من أطيب الناس صوتا، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قراءته فقال: "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود" ١، وقد استغفر له النبي -صلى الله عليه وسلم- واستعمله على زبيد وعدن.

ثم ولي إمرة الكوفة والبصرة لعمر -رضي الله عنه، وحكمه علي -رضي الله عنه- على نفسه في شأن الخلافة لجلالته وفضله، فمكر به عمرو وخدعه، وقرأ عليه أبو رجاء العطاردي٢ وحطان الرقاشي.

روى عنه بنوه أبو بكر وأبو بردة وموسى وإبراهيم وربعي بن حراش وزهدم الجري وسعيد بن المسيب وخلق سواهم.

وافتتح أصبهان زمن عمر ومحاسنه كثيرة, توفي في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح -رضي الله٣ عنه٤.

٧- أبو الدرداء ٥ عويمر بن زيد، ويقال ابن عبد الله ويقال ابن ثعلبة الأنصاري الخزرجي -رضي الله عنه.

حكيم هذه الأمة، قرأ القرآن في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم، وقد تأخر إسلامه عن بدر وأبلى يوم أحد بلاء حسنا.

وآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سلمان، وكان عند مقدمه المدينة آخى بين المهاجرين


١ أخرجه البخاري "٥٠٤٨" ومسلم "٢٤٩٨" وعن أبي سلمة قال: كان عمر بن الخطاب يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا تعالى فيقرأ. وعن أبي عثمان النهدي قال: صلى بنا أبو موسى الأشعري صلاة الصبح فما سمعت صوت صنح ولا بربط "هو المزهر الذي يضرب عليه" كان أحبن صوتا منه. وهذا يدل على حسن صوته "انظر صفة الصفوة ص٢٨٥ جـ١".
٢ أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي البصري، أدرك زمن النبي ولم يره وهو ثقة. "انظر: التهذيب ٢١٤٠ التقريب ٢/ ٨٥".
٣ قال: أصحاب السير: توفى أبو موسى سنة اثنتين وخمسين، وقيل: اثنتين وأربعين وقيل: أربع وأربعين. ودفن بمكة. وقيل: دفن بالتوبة على ميلين من الكوفة. "انظر صفة الصفوة ص٢٨٧ جـ١".
٤ انظر أسد الغابة "٣٠٦٠١٦", تذكرة الحفاظ "١/ ٣", خلاصة تذهيب الكمال "١٧٨". طبقات الشيرازي "٤٠٤", طبقات القراء لابن الجزري "١/ ٤٤٢", العدد "١/ ٥٢١", النجوم الذاهدة "١/ ١٤٠٦".
٥ الأدرد أو الدرداء: الذي سقطت أسنانه أو أسنانها. ويقال أدرده: إذا أسقط أسنانه كلها. وفي الحديث: "لزمت السواك حتى خشيت أنه يدردني" "انظر المعجم الوجيز ص٢٢٥".

<<  <   >  >>