١- علي بن محمد بن علي بن هذيل الإمام، أبو الحسن البلنسي المقرئ الزاهد.
لازم أبا داود سليمان بن أبي القاسم، مدة سنتين بدانية، وببلنسية.
ونشأ في حجره، لأنه كان زوج أمه، فقرأ عليه القراءات، وسمع منه شيئا كثيرا، وهو أجل أصحاب أبي داود وأثبتهم، صارت إليه أصول أبي داود العتيقة.
وأجاز له أبو الحسين بن البياز، وخادم بن محمد، وسمع صحيح البخاري من أبي محمد الركلي، وسمع من أبي عبد الله بن عيسى، مختصر الطليطلي في الفقه.
وسمع صحيح مسلم من طارق بن يعيش، وانتهت إليه رئاسة الإقراء في زمانه، قرأ عليه أبو القاسم بن فيره الشاطبي، ومحمد بن خلف بن نسع البلنسي، ومحمد بن سعيد المرادي، ومحمد بن أيوب بن نوح الغافقي.
وأحمد بن علي الحصار، ومحمد بن فتوح الشاطبي وولده أبو عامر محمد بن علي، ومحمد بن عبد العزيز بن سعادة، وعتيق بن أحمد المخزومي وأبو عمر بن عياد، ومحمد بن أحمد بن مسعود صاحب الصلاة، وخلق سواهم.
قال ابن الأبار: كان منقطع القرين في الفضل والدين والورع والزهد مع العدالة والتواضع، والإعراض عن الدنيا، والتقلل صواما قواما كثير الصدقة.
كانت له ضيعة يخرج لتفقدها فتصحبه الطلبة، فمن قارئ ومن سامع وهو منشرح لذلك، طويل الاحتمال على فرط ملازمتهم ليلا ونهارا.
أسن وعمر، وهو آخر من حدث عن أبي داود، وانتهت إليه رئاسة الإقراء عامة عمره، لعلو روايته وإمامته، في التجويد والإتقان، حدث عن جلة لا يحصون، وروى العلم نحوا من ستين سنة.
ولد سنة سبعين وأربعمائة، أو سنة إحدى وسبعين، وتوفي، فحضره السلطان أبو الحجاج يوسف بن سعد، وتزاحم الناس على نعشه، ورثاه ابن واجب بقوله:
لم أنس يوم تهادى نعشه أسفا ... أيدي الورى وتراميها على الكفن