للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحيى وابن خير، وبقي إلى حدود الأربعين وخمسمائة١.

٣٥- شريح بن محمد بن شريح بن أحمد، الإمام أبو الحسن الرعيني الإشبيلي، المقرئ الأستاذ.

ولد صاحب كتاب الكافي، روى الكثير عن أبيه وقرأ عليه القراءات وروى عن أبي عبد الله بن منظور، وعلي بن محمد الباجي، وأبي محمد بن خزرج.

وأجاز له أبو محمد بن حزم صاحب التصانيف.

قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين، معدودا في الأدباء والمحدثين، خطيبا بليغا، حافظا محسنا، مليح الخط واسع الخلق.

ولي خطابة إشبيلية، وقضاءها، ثم صرف من القضاء، ازدحم عليه الخلق ورحلوا إليه، لقيته سنة ست عشرة وخمسمائة، فأخذت عنه وقال لي: ولدت سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.

قرأ عليه عدد كثير، وسمعوا منه، قلت: فمن أصحابه محمد بن عبد الله بن الغاسل، ومحمد بن يوسف بن مفرج، ومحمد بن حسنون الكتامي وأحمد بن محمد بن مقلد الرعيني، وهؤلاء ممن قرأ عليه بالروايات.

وحدث عنه محمد بن خلف بن صاف، ومحمد بن جعفر بن حميد بن مأمون، وأبو بكر محمد بن الجد الحافظ، وخلق، آخرهم موتا عبد الرحمن بن علي الزهري، بقي إلى سنة ثلاث عشرة وستمائة.

وآخر من روى عنه في الدنيا بالإجازة، القاضي أبو القاسم بن تقي الدين.

توفي سنة خمس وعشرين وستمائة، وقيل توفي أبو الحسن شريح سنة تسع وثلاثين وخمسمائة٢.

٣٦- عبد الله بن سعدون بن مجيب أبو محمد التميمي والوشقي، المقرئ الضرير، نزيل بلنسية ٣.

أخذ القراءات على أبي مطرف بن الوراق، وعبد الوهاب بن حكم وخلف بن أفلح، وأبي داود وابن الدوش، وتصدر للإقراء زمانا.


١ انظر/ غاية النهاية "١/ ١٥٥".
٢ انظر شذرات الذهب "٣/ ٣٥٤", غاية النهاية "١/ ٣٢٤, ٣٢٥".
٣ بلد شرقي الأندلس محفوف بالأنعماء والجنان لا ترى إلا مياها تدفع ولا تسمع إلى أطيارا تسجع.

<<  <   >  >>