وارتحل بابنه إبراهيم، سنة بضع وعشرين وخمسمائة، فأخذ عن السلفي وأخذ السلفي عنه.
وقرأ على أبي علي بن العرجاء، صاحب أبي معشر الطبري، وهو أبو علي الحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني ابن العرجاء نزيل مكة ومقرئها ورجع فتصدر للإقراء، والتحديث وتعليم العربية.
قرأ عليه أبو عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي، وأبو جعفر أحمد بن علي الحصار، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي العاص ولد المذكور وعبد الله بن يحيى بن صاحب الصلاة وأبو الحجاج يوسف بن عبد الله الفهري، ويوسف بن سليمان البلنسي.
قرأ عليه هذا البلنسي القراءات في ختمة واحدة، وكتب عنه أبو طاهر السلفي مع تقدمه، وابن بشكوال، وأبو العباس الأقليشي، وأبو عبد الله بن سعادة.
وهو آخر من روى عنه.
وقال: قال الأبار في تاريخه، كان صاحب ضبط وإتقان، مشاركا في علوم جمة، يتحقق بها، وكان حسن الخط أنيق الوراقة، ولي خطابة دانية.
وكانوا يرحلون إليه للسماع والقراءة، والفرس هو لقب إنسان تاجر من أهل دانية، وهو أستاذ سعيد، ولد أبو عبد الله سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
ومات بدانية في ثالث عشر محرم، سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وقد أصابه خدر قبل موته بسنة، وكان ذا حظ من علم الحديث ومعرفة رجاله.
ولي خطابة دانية في آواخر عمره١.
٥٤- المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور الأستاذ أبو الكرم الشهرزوري، البغدادي المقرئ، مصنف المصباح الزاهر في العشرة البواهر.
قرأ بالروايات على الكبار، رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، ويحيى بن أحمد السيبي، وابن سوار، وعبد السيد بن عتاب، وعبد القاهر العباسي ومحمد بن أبي بكر بن محمد القيرواني، وأبي نصر أحمد بن علي الهباري.
وأبي سعد أحمد بن المبارك الأكفاني، صاحب الحمامي، وأبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل، وثابت بن بندار، وابن بدران الحلواني، والحسن بن محمد بن الفضل الكرماني الزاهد.
١ انظر/ شذرات الذهب "٤/ ١٤٤", غاية النهاية "٢/ ٢٢١, ٢٢٢".