للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٥. ابن عبد البر (ت ٤٦٣ هـ)]

قال: «فأصحاب ابن شهاب، غير مالك، يقولون في هذا الحديث: عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، ومالك يقول فيه: عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، عن عمر بن عثمان، عن أسامة، وقد وقَفَه الشافعي ويحيى بن سعيد القطان على ذلك فقال: «هو عُمر»، وأبى أن يرجع، وقال: «قد كان لعثمان ابنٌ يُقالُ لَهُ: عُمر وهذه داره».

ومالكٌ لا يكاد يقاس به غيره حفظًا وإتقانًا، لكن الغلط لا يسلم منه أحد، وأهل الحديث يأبون أن يكون في هذا الإسناد إلا «عمرو» بالواو.

وقال علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة: إنه قيل له: إن مالكًا يقول في حديث: «لا يرث المسلم الكافر» -: «عمر بن عثمان»، فقال سفيان: لقد سمعته من الزهري كذا وكذا مرة، وتفقدته منه، فما قال إلا: «عمرو بن عثمان»».

قال ابن عبد البر: «وممن تابع ابنَ عيينة على قوله: «عمرو بن عثمان» -: معمر، وابن جريج، وعقيل، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، والجماعة أولى أن يسلم لها» (١).

وقال: «هكذا يقول مالك: «عُمر»، وسائر رواة ابن شهاب يقولون: «عَمرو بن عثمان» (٢).


(١) التمهيد: ط. المغرب (٩/ ١٦٠)، وط. دار هجر (١٣/ ٤٧١).
(٢) التقصّي لما في الموطأ من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عبدالبر: (ص ١٥٦) ط. الوعي الإسلامي، والمطبوع سلفًا باسم (تجريد الموطأ).

<<  <   >  >>