للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ضَلالاً مُبِيناً} (الأحزاب:٣٦) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} (الأحزاب:٤٦) وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لتَهْدِي إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلا إِلى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} (الشورى:٥٣) .

أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة من رواية ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة, وجلت منها القلوب, وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله, كأنها موعظة مودع, فأوصنا قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين, عضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور, فإن كل بدعة ضلالة" زاد ابن ماجة "فقد تركتم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" (١) .

قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ} أي: اتبعوا كتابه الكريم, الهادي إلى سبل السلام والصراط المستقيم, واعتصموا به؛ فإنه الحبل المتين, والنور الواضح المبين, والشفاء لما في الصدور, والمخرج من الظلمات إلى النور. فمن ترك العمل ببراهينه وحججه, وعدل عن قيم منهجه, فقد نبذه وراء ظهره, واتخذه نسيا منسيا, وتوغل في غلو كفره, وسوف يلقون غيا.

{وَأَطِيعُوا الرَّسُول} أي: تمسكوا بسنته المضيئة النوار, وخذوا بطريقته الوضيئة المنارة السمحة الرافعة للأغلال والآصار, فمن لزمها فاز بالرضوان والسلامة, في دار النعيم والمقامة, ومن أخطأها فقد باء بالخسران والندامة.


(١) رواه أبو داود (٤٦٠٧) , والترمذي (٢٦٧٦) , ورواه أيضا أحمد ٤/١٢٦-١٢٧, وابن ماجة (٤٣) و (٤٤) قال الترمذي: حسن صحيح.

<<  <   >  >>