للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أدركتهم كيف أفعل؟ قال: "لا طاعة لمن عصى الله" (١) .

وفي أمره صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وسنة خلفائه الراشدين بعد أمره بالسمع والطاعة لولاة الأمور عموما دليل على أن سنة الخلفاء الراشدين متبعة كاتباع سنته, بخلاف غيرهم من ولاة الأمور.

وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا فقال: "إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم, فاقتدوا بالذين من بعدي, وأشار إلى أبي بكر وعمر, وتمسكوا بعهد عمار, وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه". وفي رواية "تمسكوا بعهد ابن أم عبد واهتدوا بهدي عمار" (٢) .

فنص صلى الله عليه وسلم في آخر عمره على من يقتدي به من بعده, والخلفاء الراشدون الذين أمر الاقتداء بهم هم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم, فإن حديث سفينة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا". (٣)


(١) المؤلف- رحمه الله- خلط بين حديثين, وذلك من جراء النقل ولعلها زلة قلم منه رحمه الله- أو من الناسخ, فالحديث الأول وهو حديث أنس أن معاذ قوله: "فما تأمرهم في أمرهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمن لم يطع الله عز وجل" وهذا الحديث رواه أحمد ٣/٢١٣.
والحديث الثاني: وهو ما أخرجه ابن ماجة (٢٨٦٥) من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيلي أموركم ... " الحديث وقد رواه أحمد وابنه عبد الله ١/٣٩٩-٤٠٠, والطبراني في الكبير (١٠٣٦١) وهو حديث صحيح.
(٢) رواه أحمد (٥/٣٨٢-٣٩٩-٤٠٠) والترمذي (٣٦٦٣) , وابن ماجة (٩٧) وصححه ابن حبان (٦٩٠٢) .
(٣) رواه أحمد (٥/٢٢٠-٢٢١) وأبو داود (٤٦٣٧) وقد صحح الحديث الإمام احمد رحمه الله كما نقله الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (٢/١٢٢) .

<<  <   >  >>