لم يعن بتفصيل أخبار المترجمين في هذا الكتاب مما ليس له علاقة بفن القراءة، وإنما اقتصر على إبراز الفهم المتعلق بهذا الأمر ففصل فيه، وأبان عن دقائقه ونكته، فقد كانت تزدحم في صدره التراجم فتتداخل فربما تكررت عليه بعض التراجم كما وقع له في كتابه هذا.
والإمام الذهبي بارع أصيل، قل نظيره في صياغة التراجم، وتقديم صورة دقيقة مركزة موثقة بقلمه البليغ، وأسلوبه الواضح تبين عن سعة علمه، ونصاعة حجته وبراعة نقده١.
وقد طبع الكتاب بالقاهرة سنة ١٩٦٧م، وقد تولى نشره من ليس له حظ في التحقيق العلمي فكانت طبعته رديئة، وطبع مرة ثانية بتحقيق بشار عواد معروف، وشعيب الأرناؤوط، وصالح مهدي عباس سنة ١٤٠٤هـ في (طبعته الأولى) طبعة جيدة ملحقة بفهارس الكتاب ويقع في مجلدين، نشر مؤسسة الرسالة ببيروت.