هو العلامة مؤرخ الإسلام الإمام المتقن شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن عثمان الذهبي، مولده ووفاته في دمشق، رحل إلى القاهرة وكثير من البلدان، واعتنى بالقراءات منذ نعومة أظفاره، فقرأ القراءات سنة ٦٩١هـ على الشيخ جمال الدين أبي إسحاق العسقلاني المعروف بالفاضلي، فشرع عليه بالجمع الكبير فمات الفاضلي قبل أن يكمل فقرأ ختمة بالجمع على العلم طلحة الدمياطي، ورحل إلى بعلبك فقرأ جمعاً على الموفق النصيبي ورحل إلى الإسكندرية فقرأ على سحنون، وعلى يحيى بن الصواف بعض القراءات وهما آخر من بقي من أصحاب الصفراوي، وقرأ كثيراً من كتب القراءات في السبع والعشر، وممن قرأ عليه الشهاب أحمد بن إبراهيم المنبجي الطحان، وإبراهيم بن أحمد الشامي ومحمد بن أحمد اللبان وجماعة.
له تصانيف كثيرة تقارب منها في علم القراءات، كتابه المشهور معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، وهو محقق ومطبوع في مجلدين عن مؤسسة الرسالة ببيروت، حققه بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس. في ط الأولى ١٤٠٤ هـ، ومن أهم كتبه تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء في خمس وعشرين مجلداً وكلاهما محقق مطبوع. ٢
٢ غاية النهاية ٢/٧١، والأعلام ٥/٣٢٦ ومقدمة محقق معرفة القراء وسير أعلام النبلاء.