ففي نشأة المجتمع أوجزت الحديث عن مسألتين: الأولى تهيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بمكة لتأسيس مجتمع المدينة، الثانية: بيان الأسس التي أقامه عليها.
وأشرت بعد ذلك إلى مصادر التربية في الإسلام، ووضحت أصولها التالية:
عقيدة التوحيد، عباد الله تعالى، الالتزام بأخلاق الإسلام، تطبيق أحكامه، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طلب العلم، ضرروة العمل.
وهي أصول جامعة لمضمون الإسلام، وشاملة لحاجات الإنسان الروحية، والحياتية، الفردية، والاجتماعية.
وتقي المسلم من كل الشبهات التي تستهدفه.
وبما أن التربية تقتضي اللين، والتسامح، والترغيب، والتحذير، والعقاب لمن لم يُجْد معه إلا هذا الأسلوب، فقد تعرضت إلى دفع الشبهة الموجهة إلى احكام العقوبات في الإسلام، فبينت الحكمة من تشريعها، والتحري في تنفيذها، وأنها وسيلة، وليست غاية.
ثم عرضت وسائل تقوية الروابط الاجتماعية من العبادات كصلاة الجماعة، والجمعة، والعيدين، ومن الآداب كالسلام، والزيارة، ومن الحقوق كحقوق الجوار، وتحمل العاقلة للدية.
ونظراً إلى ما في الطبائع البشرية من ميل إلى الخطأ، وإلى ما في المجتمع من المزالق، فقد نبهت إلى أخطار بعض المشاكل الاجتماعية، وإلى طرق الوقاية منها، وعلاجها.
وختمت هذا القسم بإشارة وجيزة إلى خصائص المجتمع المسلم، لأني رأيت أن إطالتها تُعَدُّ كالتكرار لما سبق.
وتعرضت في القسم الثاني من هذا الكتاب، وهو الأسرة إلى بيان أهميتها.
وبما أن منطلق الأسرة وجوهرها هو الزواج، فقد حاولت الإلمام بمسائلة، وأحكامه، فذكرت الترغيب فيه، وحكمه، وغاياته، ونوّعتها بما.