الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعاملين، وعلى آله، وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم إلى يوم الدين، وسلم تسليما.
وبعد فإن المجتمع في الإسلام موضوع يمكن بحثه باستمرار، للتذكير بالأسس التي بني عليها، والثوابت التي تشده.
ولحل القضايا التي تحدث فيه، لا سيما والعالم يشهد تغيرات متوالية، تحمل أفكارا متعددة الاتجاهات، يعمل أصحابها على نشرها خارج أقطارهم، بوسائل الإعلام المتطورة التي تدخلها البيوت، مما يجعل تأثيرها على الأسر سريعًا وخطيرًا، لذلك كان من تمام بحث موضوع المجتمع بحث الأسرة لما بينهما من تلازم.
وليظل المجتمع متماسكا، ودور الأسرة إيجابيًا يجب التصدي للتيارات الزاحفة عليهما، لحمايتهما من التفكك والذوبان، ويحصل ذلك باعتماد الإسلام عقيدة ومنهج حياة حتى لا يقع انحراف، ولا تيه، ولا ضعف إيمان، ويعتصم الجميع بالإسلام.
ولهذا القصد ألفت كتابي هذا بعنوان المجتمع والأسرة في الإسلام وقسمته إلى قسمين، الأول: المجتمع، والثاني: الأسرة.
تناولت في القسم الأول: تعريف المجتمع المسلم، وتكوينه، وبيان أسسه، ومنهج بنائه، ومصادر وأصول التربية التي يقام عليها هذا البناء، ووسائل تقوية الروابط الاجتماعية، ومعالجة بعض مشاكل هذا المجتمع، وعرض خصائصه.