للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

انتقالها من بلدة أشيقر، وارتحال والد الشيخ منها كان بسبب وقوع خلاف بينه وبين أميرها الذي عزله عن القضاء، وولى شيخاً آخر من تلك الأسرة التي تربطها بأسرة آل معمر أواصر قوية غير آصرة النسب، فالأسرتان تميميتان.

وبلدة العيينة في ذلك العهد خير مكان لنشر الدعوة، فهي قاعدة بلاد نجد، وإمارتها أقوى إمارة وأشهرها في تلك البلاد.

أما هذه السيدة الجليلة التي تزوجها الشيخ، الجوهرة بنت عبد الله بن معمر، فهي عمة الأمير عثمان الذي استقبل الشيخ أحسن استقبال، وابنة الأمير عبد الله بن محمد بن حمد بن معمر الذي وصفه ابن بشر بما هذا نصه١ (في سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف أوقع الله سبحانه الوباء العظيم الذي حل بأهل بلدة العيينة أفنى غالبهم، مات فيه رئيسها عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر الذي لم يذكر في زمانه ولا قبل زمنه في نجد في الرئاسة وقوة الملك والعدد والعدة والعقارات والأثاث، فسبحان من لا يزول ملكه) انتهى.

وللجوهرة - في سبيل نشر الدعوة - يدان كريمتان.

اليد الأولى: أنها قبل زواج الشيخ بها كانت سبباً في إنقاذ حياة محمد بن سعود بن محمد بن مقرن الذي قام بنصرة الشيخ ومؤازرته في نشر الدعوة، وسار أبناؤه وأحفاده من ملوك آل سعود على نهجه حتى حقق الله لتلك الدعوة الظهور والانتشار في جميع أنحاء العالم.

قال ابن بشر٢ - في ذكر حوادث سنة تسع وثلاثين ومائة-: (وفي هذه السنة غدر محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر الملقب خرفاش صاحب العيينة بزيد بن مرخان صاحب الدرعية، وبدغيم بن فايز الكادحي السبيعي وقتلهما. وذلك أنه لما أصاب بلدة العيينة الوباء المشهور وأفني رجالها ومات رئيسها عبد الله بن معمر، طمع زيد بن مرخان وأتباعه


١"عنوان المجد" ج٢ ص٢٣٦ طبع وزارة المعارف سنة ١٣٩١ هـ ١٩٧١م) .
٢المصدر السابق.

<<  <   >  >>