للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عزاز، فيها إجازات له من عند مشائخه، وشيخ مشائخه يقال له عبد الغني١، ويثنون عليه في أوراقهم، ويسمونه العارف بالله، وهذا اشتهر عنه أنه على دين ابن عربي الذي ذكر العلماء أنه أكفر من فرعون) .

ولا أستبعد أن يكون ابن عزاز هذا هو الشيخ سيف المتقدم ذكره، ويرد على هذا القول إشكال من كون الشيخ محمد لم يدعه خاله.

ومهما يكن فإن ما ذكره الأستاذ ابن بسام عن والدة الشيخ هو حصيلة ما في المؤلفات التي وصلت إلينا.

زواج الشيخ

كان الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - عندما قام بدعوته في بلده حريملاء قد بلغ الثامنة والثلاثين من عمره، ولم يذكر مؤرخو حياته أنه تزوج إلا بعد أن انتقل إلى بلدة العيينة، بعد وفاة والده الشيخ عبد الوهاب سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف.

قال ابن بثسر: (فانتقل الشيخ إلى العيينة ورئيسها يومئذ عثمان بن حمد بن معمر، فتلقاه بالقبول، وأكرمه، وتزوج فيها الجوهرة بنت عبد الله بن معمر) .

ويظهر أن هذا هو أول زواج للشيخ؛ لأنه قبل وفاة والده قد عاش متنقلا بين الحجاز والبصرة والأحساء، مشغولاً بطلب العلم، ولم يذكر مؤرخوه الموثوق بهم أنه تأهل قبل انتقاله إلى العيينة.

أما ما جاء في كتاب "لمع الشهاب"٢ ونصه: (وكان تحت محمد بن عبد الوهاب حينئذ ثلاث نسوة وابنان وابنتان) - أي قبل سفره لطلب العلم - فهو حديث خرافة، ككثير من الأخبار الواردة في ذلك الكتاب.

لقد كانت بلدة العيينة مسقط رأس الشيخ، ففيها ولد ونشأ، وهي مقر أسرته بعد


١ هو عبد الغني بن إسماعيل النابلسي (١٠٥٠/١١٤٣) .
٢ ص١٩ - طبع (دار الملك عبد العزيز) .

<<  <   >  >>