للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأكثرون المحققون أن الخوارج لا يكفرون ببدعتهم وحسبك بهذا الإمام فمن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم عرف الخطأ من الصواب لكن من أعظم الآفات عدم العلم وفساد القصد وهما آفة الأكثرين وفساد الدين نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

فما الذي حمل هذا المسكين على التمويه على جهلة الناس وتشكيكهم في أمر دينهم والإلباس؟!!

فمن ذلك قوله: في آخر ورقته فرحم الله امرءا قال الله الحق وبه فالحق أحق أن يتبع.

فالجواب أن يقال تأمل ما تقدم من الجواب فإن الحق بحمد الله فيه ظاهر فإن كان طالب حق وجد وإلا فقد قامت عليه الحجة وانزاحت الشبهة عمن أراد البيان ووفق لفهم العلم والإيمان والله المستعان

فعسى الله أن يمنع عنه موانع الهداية وأسباب الضلالة والغواية فإن هذا الرجل قد قال بمقالة الخوارج وهو لا يدري وذلك في قوله: ومن كفر مسلما فهو الكافر.

وبيانه فيما أسلفناه من كلام النووي رحمه الله: من أن مذهب السنة والجماعة عدم التكفير بالذنوب وهذا قد حكم بالكفر على مرتكب هذا الذنب فلو قدر أن أحد قال في حق مسلم صحيح الإسلام أنه كافر فأهل السنة لا يكفرونه بذلك لأن ذنب من الذنوب وقد عرفت تأويلهم للحد وأن الأخذ بالظواهر المخالفة لأصول السنة وما عليه الصحابة والتابعون وعلماء الأمة هو رأي الخوارج كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: شعرا:

من لي بشبه خوارج قد كفروا ... بالذنب تأويلا بلا حسبان١

ولهم نصوص قصروا في فهمها ... فأتوا من التقصير في العرفان٢

هم خالفوا نصا لنص مثله ... لم يفهموا التوفيق بالإحسان


١ في الكفاية: بلا إحسان.
٢ الكافية الشافية ١٠٣.

<<  <   >  >>