للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنكم خالفتم المنصوص. ... بالشبه١ التي هي فكرة الإنسان٢.

والمقصود بيان حال صاحب الورقة وأنه قال بقوله: الخوارج المخالف لما عليه أهل السنة والجماعة فكفر المسلمين بدعوى ادعاها لعلة اختلقها أو تلقاها ممن لا يعتمد عليه ولا يعول في الأخبار عليه.

وقد تقدم قوله: في الهجرة أنه٣ من لزم وطنه مع ما يقع فيه من الظلم والفساد أنه هو المهاجر الصابر وقد عرفت أنه عكس الحقيقة وخالف الكتاب والسنة والفطرة السليمة والعقول الصحيحة وأنكر ما هو معصوم من الدين بالضرورة.

وقوله: المشار إليه يشبه قول الباطنية الإسماعيلية الملا حدة٤ الذين تأولوا شرائع الدين على غير حقائقها وقولهم: يتضمن تعطيل الشرائع وهم من أضر المبتدعة على دين الإسلام.

هذا ونحن نعلم أنه قد وقع فيما فيه عن جهالة فلو عرف حقيقة طرق٥ المبتدعة لعلم أن اقتفاء آثارهم من أعظم المطاعن عليه لكنه يقال في حق مثله شعرا:

إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ومن عجيب أمر هذا الرجل وأمثاله ممن انتصب للتدريس بلا علم وأفتى من غير إجازة ولا فهم أن منهم من يصرح بتكفير أهل لا إله إلا الله علما وعملا ودعوة وجهادا بكونهم يكفرون عباد الأوثان وهم يقولون لا إله إلا الله وهذا منهم في غاية التناقض والفساد ومخالفة الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهذا شر من قول الخوارج كما لا يخفى على أولي البصائر


١ في الكافية: للشبه.
٢ الكافية الشافية ١٠٤.
٣ "ط": أن.
٤ من أخبث الطوائف وأشدها بعدا عن الإسلام ولا زال لهم – مع الأسف الشديد- بقايا في الهند ومصر والشام وجنوب الجزيرة!!
٥ "ط": حال.

<<  <   >  >>