أبعدك الله وأوجب لك سخطه قال تعالى:{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً} وفي الحديث "من التمس رضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس رضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا"
وقد رأينا عجبا: أن من التفت إلى أحد دون الله خذله الله به وسلطه عليه قال العلماء رحمهم الله قضى الله قضاءا لا يرد ولا يدفع أن من أحب شيئا دون الله عذب به ومن خاف شيئا دون الله سلط عليه. وأنت تجد وترى كثيرا من الناس قدمهم ولاة الأمر في شيء من أمورهم فتعززوا على الناس وتجاسروا على الأهواء ومخالفة الشرع في أقوالهم وأعمالهم فخافهم أهل الدين "فنهم" من ذل لهم واعتذر بعدم القدرة "ومنهم" من استصلح دنياه خوفا من كيدهم وأنت تجد هؤلاء إذا ظهرت حالهم كابروا العقول بزخرف من القول والكذب واستعانوا على إفكهم بأمثالهم محافظة على العلو والفساد.
فلو وفق الإمام بالاهتمام بالدين واختار من كل جنس إتقانهم وأحبهم وأقربهم إلى الخير لقام بهم الدين والعدل. فإذا أشكل كلام الناس رجع إلى قوله: صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما يريبك" فإذا ارتاب من رجل هل كان يحب ما يحبه الله نظر في أولئك القوم وسأل أهل الدين من تعلمونه أمثل القبيلة أو الجماعة في الدين وأولاهم بولاية الدين والدنيا؟ فإذا أرشدوه إلى ما كان يصلح لذلك قدمه فيهم ويتعين عليه أن يسأل عنهم من لا تخفى عنه أحوالهم من أهل المحلة وغيرها فلو حصل ذلك لثبت الدين وبثباته يثبت الملك وباستعمال أهل النفاق والخيانة والظلم يزول الملك ويضعف الدين ويسود القبيلة شرارها ويصير على ولاة الأمر كفل من فعل ذلك. فالسعيد من وعظ بغيره وبما جرى له وعليه. وأهل الدين هم أوتاد البلاد ورواسيها فإذا قلعت وكسرت مادت وتقلبت كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ولكن رواسيها وأوتادها هم فأنت إذا فعلت ما قلت لك قام بك الدين والعدل وصارت سنة حسنة في هذا الزمان ونلت أجر من أقام السنة كما في الحديث: "من سن في