أضعف الإيمان" وفي رواية وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
وأما ما ذكرت بعد ذلك من الأسئلة في مخالطة المشركين وأهل البدع فإن كان لك قدرة على الهجرة عنهم وجبت عليك لما فيها من حفظ الدين ومفارقة المشركين والبعد عنهم وأما من كان من المستضعفين الذين لا قدرة لهم على الهجرة عنهم وجبت عليك لما فيها من حفظ الدين ومفارقة المشركين والبعد عنهم وأما من كان من المستضعفين الذين لا قدرة لهم على الهجرة فعليه أن يعتزلهم ما استطاع ويظهر دينه ويصبر على أذاهم فقد قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} الآية والله المستعان.
وأما السؤال عن قوله تعالى {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} فالآية نزلت في شأن عمار بن ياسر لما عذبه مشركوا مكة وحبسوه في بئر ميمون وأكرهوه على كلمة كفر فقالها تخلصا من عذابهم فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "فإن عادوا فعد" وهذا قبل وجوب الهجرة فأنزل الله هذه الآية.
وأما حديث "أنا بريء من مسلم بين أظهر المشركين لا تراءى ناراهما" فهذا في حق من له القدرة على البعد عنهم وأما من لا يمكنه البعد عنهم بحيث لا يقدر على ذلك بوجه من الوجوه فلا.
وأما حديث "من أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع فاؤلئك هم الهالكون" فقد تقدم بيان ذلك في معنى حديث "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده" فالانكار يجب مع الاستطاعة والكراهة هي أضعف الإيمان وأما الرضا بالمنكر والمتابعة عليه فهو الهلاك الذي لا يرجى معه فلاح.
والله أعلم ونسأل الله تعالى الثبات على الإيمان وأن لا يزيغ قلوبنا عنه بعد إذ هدانا إليه وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين آمين آمين١