عليك ما أفلحت أبدا" ولا يكفر الشرك أكبره وأصغره إلا بالتوبة منه قبل الممات والأصغر لا يكفره في الدار الآخرة ألا كثرة الحسنات لأن الأصغر لا يحبط إلا العمل الذي وقع فيه خاصة.
وأما قولكم في الذهاب إلى المقابر التي بنى عليها القباب وأوقد فيها المصباح.
فالجواب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن اليهود والنصارى وقال: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وقال: "لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج" وبناء القباب على القبور وإسراجها وسيلة إلى عبادتها والخضوع لها والتذلل والتعظيم وسؤالها ما لا يقدر عليه إلا الله وفي الحديث الذي رواه مالك في الموطأ عن النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد إشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
وأما مسألة استغاثة الأحياء بالموتى في طلب الجاه وسعة الرزق والأولاد مثل أن يقال عند القبور نسألك أن تدعوا الله في رفع فقرنا وبسط رزقنا وكثرة أولادنا وشفاء مريضنا لأنكم سلف مستجابوا الدعوات عند الله.
فالجواب هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله وهذا شرك في الربوبية والإلهية وقد كان شرك المشركين في جاهليتهم بطلب الشفاعة والقربة به.
وأما طلب الرزق والأولاد وشفاء المرضى فقد أقروا بأن آلهتهم لا تقدر على ذلك كما قال تعالى:{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} فأقروا لله تعالى أنه الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور وقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} أي يفعل ذلك فأقروا لله بذلك وصابر إقرارهم حجة عليهم في اتخاذهم الشفعاء. وقال قال تعالى: في فاتحة الكتاب