{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك فهو المعبود وحده وهو المستعان وقد تقدم ما بين أن الدعاء مخ العبادة لأن الله تعالى نهى عن دعوة غيره وأخبر أن المدعو لا يستجيب لداعيه وأنه شرك وضلال وأنه كفر بالله وقد أوضحنا ذلك في الجواب في إبطال دعوة المدعي جواز الاستمداد بالا موات ومن قال: أن الميت يسمع ويستجيب فقد كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للمتكبرين وقال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} فأخبر تعالى أن لا أضل ممن يدعو أحد من دون الله غير الله وأخبر أن المدعو لا يستجيب وأنه غافل عن ودعوته وأنه عدوه يوم القيامة.
فأهل التوحيد أعداء أهل الشرك في الدنيا والآخرة قال الله تعالى:{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ*فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} فأخبر تعالى أن آلهتهم تبرء منهم بين يدي الله ومن عبادتهم ويستشهدون الله على أنهم في حال دعوتهم لهم غافلون لا يسمعون ولا يستجيبون وهذا كتاب الله هو الحاكم بيننا وبين جميع من أشرك بالله من الأولين والأخيرين وليس فعل أحد من الناس ولو من يظن أنه عالم يكون حجة على كتاب الله بل القرآن هو الحجة على كل أحد فلا تغتروا بقول بعضهم قال فلان وفعل فلان.
وأما السؤال عن دلائل الخيرات فيكفي عن دراستها ما وردت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن كيفية الصلاة قال:"قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد" الخ وقد قال: بعض العلماء لما قيل له إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب احرق دلائل الخيرات استحسن ذلك فقال.
وحرق عمدا للدلائل دفترا ... أصاب ففيها ما يجل عن العد
غلو نهى عنه الرسول وفرية ... بلا مرية فاتركه إن كنت تستهدي