أحاديث لا تعزى إلى عالم فلا ... تساوي فليسا إن رجعت إلى النقد
وأما السؤال عن البردة للبوصيري والهمزية وأمثالها في المديح فالمنكر سواك فدعا غير الله ولاذ به من دون الله والدعاء مخ العبادة واللياذ نوع من أنواع العبادة كالعياذ وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير ما كان عليه أهل الجاهلية من الإستعاذة بالجن إذا هبطوا واديا يقولون نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه كما قال تعالى:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} أي طغيانا فشرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته قصر الاستعاذة على الله وأسمائه وصفاته فقال في حديث خولة بنت حكيم وهو في الصحيح من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك وكذلك قول صاحب البردة.
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي ... فضلا وإلا فقل يازلة القدم
وقوله:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
فكل هذا شرك محرم بالكتاب والسنة فما كان من جنس ذلك وجب إنكاره والنهي عنه وتغييره بطمسه وهذا يتبين بما تقدم من الآيات المحكمات في النهي عن دعوة غير الله والرغبة والتوكل عليه ورجاه.
وأما الإجماع فقد حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فقال: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم كفر إجماعا وأما البدعة المنهي عنها فكل ما حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا دل عليه قول من النبي ولا فعل وكذلك أصحابه الذين هم أحرص الأمة على فعل الخير فكل ما حدث بعدهم في العبادات وغيرها من أمور الدين فهو بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في خطبته: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وبسط القول في هذا يستدعي كتابا ضخما لكن في أصول الأدلة ما يكفي المسافر إلى الله