البلاء يأنس بهم أصحابهم في هذه الدار وفي القبور ويوم البعث والنشور وهم الحجة بين يدي الله تعالى حال العرض على الله وهم الذين قرن الله توليهم بتوليه رسوله كما قال تعالى:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ*وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ} وهذه أمور متلازمة لا يكون الله تعالى وليا لعبد حتى يكون الرسول له ويكون المؤمنون هم أولياءه دون كل من عداهم.
وقد وصى الله تعالى نبيه بالصبر معهم فقال:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
ولهذا كان الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان لما في الحديث الصحيح:"أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" وفي الحديث الآخر "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك" وهم الذين وصى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم إذا جاءوه: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} بشرهم عن ربهم بالمغفرة من ذنوبهم إذا تابوا إليه وأنابوا ووصاه بهم ف يقوله: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} وبه تتم مصالح الدنيا والدين وقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} وفي العلم بما وصى الله به نبيه من ذلك صلاح أمر الدنيا والآخرة فارغب وفقك الله فيما رغب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأنت اليوم تستعين بكل صانع في صنعته التي يحسن وتدور الطيب من السلع والطيب من العلم والإيمان والدين وأنت له أحوج من جميع ما تحتاج إليه واختر لنفسك من تستعين به على طاعة الله وبراءة ذمتك بالعمل بالمشروع