للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجمع [بينهما] فهو النوع المسمى مختلف الحديث.

وإن لم يمكن الجمع فلا يخلو إما أن يعرف التاريخ أولا.

فإن عرف [التاريخ] وثبت المتأخر به أو بأصرح منه فهو الناسخ والآخر المنسوخ.

وإن لم يعرف التاريخ فلا يخلو:

إما أن يمكن ترجيح أحدهما على الآخر بوجه من وجوه الترجيح المتعلقة بالمتن أو بالإسناد أو لا. فإن أمكن الترجيح تعين المصير إليه. وإلا فلا.

فصار ما ظاهره التعارض واقعاً على هذا الترتيب: الجمع إن أمكن.

فاعتبار الناسخ والمنسوخ.

فالترجيح إن تعين.

ثم التوقف عن العمل بأحد الحديثين.

والتعبير بالتوقف أولى من التعبير بالتساقط؛ لأن خفاء ترجيح أحدهما على الآخر إنما هو بالنسبة للمعتبر في الحالة الراهنة مع احتمال أن يظهر لغيره ما خفي عليه والله أعلم" ١اه.

قال القاضي عياض بعد ذكره روايات الحوض وتقديره: "هذا كله من اختلاف التقدير، ليس في حديث واحد فيحسب اختلافاً واضطراباً من الرواة وإنما جاء في أحاديث مختلفة عن غير واحدٍ من الصحابة سمعوه في مواطن مختلفة"٢.


١ نزهة النظر (١٠٢- ١٠٨) باختصار. وما بين المعكوفتين مني. وانظر زاد المعاد (٤/١٤٩) لابن قيم الجوزية.
٢ اكمال المعلم (٧/٢٥٩) .

<<  <   >  >>