للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال العراقي: "إن الحديث المضطرب إنما تتساقط الروايات إذا تساوت وجوه الاضطراب"١اهـ.

ومعنى "تساوي الروايات" أن تتعارض الوجوه المقتضية للترجيح٢؛ فإن الراوي إذا لم يكن في الدرجة العليا من الضبط ووافقه من هو مثله اعتضد وقاومت الروايتان رواية الضابط المتقن٣.

قال ابن الصلاح: "إنما نسميه مضطرباً إذا تساوت الروايتان أما إذا ترجحت إحداهما بحيث لا تقاومها الأخرى.."٤ اهـ.

فقوله (تقاومها) أي يدفع بعضها بعضاً وقاومه في المصارعة وغيرها وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض٥.

قوله (ولا مرجح) : الترجيح هو تقوية إحدى الروايتين على الأخرى بمرجح معتمد٦، وهو يقع في الروايات التي تتعارض ولا يمكن الجمع بينها٧.


١ طرح التثريب (٢/١٣٠) والتبصرة والتذكرة (١/٢٤٠) .
٢ انظر التقييدوالإيضاح (١٠٤) للعراقي وفتح الباري (١٢/١١) للحافظ.
٣ فتح الباري (٩/٤٠١) للحافظ.
٤ علوم الحديث (٢٦٩) وانظر الإعلام بسنته (١ق٨١/ب) لمغلطاي ونصب الراية (١/٢٥٣) للزيلعي.
٥ لسان العرب (١١/٣٥٧) لابن منظور.
(فائدة) قال المعلمي في عمارة القبور (١٨٢) : "شرط الاضطراب التقاوم أي أن لا يمكن الجمع وبها الترجيح"اهـ.
٦ المختبر المبتكر شرح المختصر (٤/٢٨٢) لابن النجار ومعالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (٢٨٢) للجيزاني.
٧ الإشارة في معرفة الأصول (٣٠٣) للباجي.

<<  <   >  >>