للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حكم كل نوع:

لأهل الحديث في الحديث المضطرب نظرتان:

النظرة الأولى: من جهة الاضطراب:

فالاضطراب وحده موجب لضعف الحديث؛ لأنه دليل على عدم ضبط الراوي١.

قال ابن دقيق العيد: "الاضطراب أحد أسباب الضعف"٢ اهـ.

النظرة الثانية: من جهة الراوي:

فالراوي إما أن يكون في مرتبة القبول أو الاعتبار أو الترك.

فإن كان في مرتبة القبول (ثقة أو صدوق) واضطرب في الحديث ولم يضبطه، ضعف الحديث لعدم ضبطه لذلك الحديث بعينه، لا لضعفه.

قال الذهبي في معرض بيانه لاختلاف الثقات: "إذا اختلف جماعة فيه، وأتوا به على أقوال عدة فهذا يوهن الحديث ويدل على أن راويه لم يتقنه"٣اهـ.

وذكر الدارقطني حديثاً مضطرباً ثم قال: "وليس فيها شيء أقطع على صحته؛ لأن الأعمش اضطرب فيه وكل من رواه عنه ثقة"٤ اهـ.


١ انظر علوم الحديث (٢٧٠) لابن الصلاح والتلخيص الحبير (٢/٢١٦) لابن حجر.
٢ شرح الإلمام (١/٣٨٧) .
٣ الموقظة (٥٣) وانظر: الميزان (١/٥٣٤- ٥٣٥) والنبلاء (٦/٣٤٦) للذهبي وهدي الساري (٣٤٨- ٣٤٩) للحافظ والأجوبة المرضية فيما سئل عنه من الأحاديث المرضية (١/١٣١) للسخاوي.
٤ العلل (٤ق٨/أ) وانظر مسائل أبي داود للإمام أحمد (٣١٦،٣١٩) .

<<  <   >  >>