للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال سفيان: "هذا حديث حدثناه عبد الكريم الجَزَرِي عن عبدة عن عاصم فلما قدم عبدة أتينا لنسأله عنه؟ فقال: إنما حدثنيه عاصم. وهذا عاصم حاضر فذهبنا إلى عاصم. فسألناه فحدثناه به هكذا، ثم سمعته منه بعد ذلك: فمرة يقفه على عمر ولا يذكر فيه عن أبيه. وأكثر ذلك كان يحدثه عن عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم"١ اهـ.

وقال يعقوب بن شيبة: "ولا نرى هذا الاضطراب إلا من عاصم. وقد بين ابن عيينة ذلك في حديثه"٢ اهـ.

وقال الدارقطني: "رواه سفيان بن عيينة عن عاصم فجود إسناده. وبين أن عاصماً كان يضطرب فيه فمرة ينقص من إسناده رجلاً ومرة يزيد فيه ومرة يقفه على عمر"٣ اهـ.

الطريقة الثالثة: أن يختلف الحفاظ على الراوي المقبول. فيعلم أنه منه.

وذلك أن الحفاظ إذا لم يختلفوا على الراوي المقبول؛ دلّ على حفظه لحديثه. قال عبد الرحمن بن مهدي: "إنما يستدل على حفظ المحدث إذا لم يختلف عليه الحفاظ"٤.

وإذا اختلفوا عليه دلّ على أنه لم يضبط قال الإمام أحمد بن حنبل عن عبد الله بن عمير الكوفي: "مضطرب جداً في حديثه، اختلف عنه الحفاظ".


١ أخرجه الحميدي في المسند (١/١٠) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٥/٢٦٠) .
٢ أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٥/٢٥٩) .
٣ العلل (٢/١٢٩) للدارقطني.
٤ أخرجه الخطيب في الكفاية (٤٣٥) .

<<  <   >  >>