للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إن ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة» (١) .

- وعن ابن عباس قال: لحق المسلمون رجلا في غُنَيمة له، فقال: «السلام عليكم، فقتلوه، وأخذوا تلك الغنيمة، فنزل قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (٢) . فإنكار الله عز وجل على هؤلاء، لأنهم لم يكتفوا بما أظهره الرجل لهم من تحيتهم بتحية الإسلام.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل من المنافقين ظواهرهم، ولا يؤاخذهم في الأحكام الدنيوية بما استقر في قلوبهم من تكذيب وريب، وفي ذلك تشريع ظاهر للأمة من بعده.

فهذه بعض الأدلة التي تيسر جمعها (٣) ، وكلها واضحة في أن الكفر ليس محصورا في الاعتقاد الباطن، وإنما المعتبر - في أحكام الدنيا - هو العمل والقول الظاهر، والله أعلم.

قلت في النظم:

وما يكفر من الأعمال

لا يشرط النظر في استحلال

أما الكبائر فليس يكفر

فاعلها بلا اعتقاد يضمر

الشرح:


(١) - رواه البخاري في الشهادات-باب الشهداء العدول برقم: ٢٦٤١ (ص٥٠٠) .
(٢) - رواه البخاري في تفسير القرآن، برقم: ٤٥٩١ (٨٧٢) .
(٣) - انظرها مفصلة في كتاب: قواعد في التكفير لأبي بصير: ١١٣ وما بعدها.

<<  <   >  >>