للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآلهة، وألقيتها عن كراسيها، ومواضع شرفها وعزها؟ من علمك ذلك؟ ومن أين وصل إليك؟ فقال له نوح عليه السلام وهو مخضوب بدمائه: لو كانت آلهة لما سقطت،

فاتق الله يا درمشيل، ولا تشرك بالله فانه يراك! فقال له الملك، فكيف قدرت أن تخاطبني بهذا الخطاب! فأمر بحبسه الى أن يحضر عيد الصنم الآخر، فيذبحه له تقربا به اليه، وأمر برد الأصنام على كراسيها.

وأن الدرمشيل رأى رؤيا هالته في أمر نوح عليه السلام، فأمر بإخراجه وتخلية سبيله، وأخبرهم أنه مجنون لا حرج عليه.

وكان في زمانه سويدين الكاهن فعرفهم بأمر الطوفان، وقرب زمانه، وكان يأمر بقتل نوح عليه السلام والله يعصمه منهم.

فولد لنوح بعد خمسمائة سنة من عمره سام وبعده حام وبعده يام وبعده يافث، وطال أمر نوح معهم فلم يؤمن به إلا نفر يسير من العالم، وقيل له أنؤمن بك، واتبعك الأرذلون (١) .

وقيل كانوا من أهل صنعته، وكان صلى الله عليه وسلم نجارا، ومضت لهم ثلاثة قرون، قرن بعد قرن، ونوح عليه السلام يذكرهم ويدعوهم إلى الله تعالى فلا يزدادون إلا طغياناً وعتواً وتجبرا واستكباراً، وقتل من كان اتبعه فكان يدعوهم الى الله سبحانه فأوحى الله اليه (إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) فحينئذ يئس منهم ودعا عليهم، فقال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) .

وأمر نوح عليه السلام بعمل السفينة وقد قطع الله عن قومه النسل، وكثر عليهم القحط، وقلت عمارتهم وكانوا يستعينون على عبادتهم بأصنامهم ولا تنفعهم.


١) في الاصل: الازلون، وقد رسمناها كما وردت في القرآن الكريم.
(*)

<<  <   >  >>