وأما الاهتردة فهم من ولد عامر بن يافث نزلوا بين الروم والافرنج ومملكتهم واسعة، وملكهم جليل القدر ولهم مدن كثيرة وأكثرهم اليوم نصارى، ومنهم من لا دين له وهم يحاربون الافرنج والصقالبة الذين يجاورونهم ويطردونهم، وزيهم زي الروم، ومنهم صنف يحرقون أنفسهم.
[ذكر الافرنج]
وأما الافرنج فهم ايضاً من ولد يافث ومملكتهم واسعة كبيرة، ولهم ممالك يجمعها ملك واحد ومدينتهم الكبرى يقال لها دريوه، وهم ايضاً نصارى وهم
اليوم اربع عشرة قبيلة ووراءهم اجناس اخرى وأكثر اعتدائهم الى الصقالبة، ولهم اتساع مملكة، وهم يحاربون الروم والاهتردة، ومنهم متجر وفيهم نصارى، ومجوس وزنادقة، ومنهم من يحرق نفسه.
[مملكة الاندلس]
الأندلس اربع وعشرون مدينة يملكهم ملك واحد إلا ان دينهم دين الصائبة، ولهم في هياكلهم أصنام للكواكب ثم انصرفوا عن ذلك وتنصروا وكانت لهم معرفة، وحكم وكان في دار مملكتهم بيت اذا ولي منهم ملك أقفل على بابه قفلا، الى ان ولي ملكهم لذريق ولم يكن من اهل الملك فطلب ان يفتح اقفال ذلك البيت وكانت عدتها اربعة وعشرين قفلاً، فاجتمعوا اليه وسألوه ان لا يفعل وبذلوا له على ذلك جميع ما في أيديهم من الأموال فأبى الا فتحها، فلما رأوا منه الجد تشاءموا به وتركوه، ففتح الأقفال ودخل البيت