رِوَايَتَانِ وَالْكَسْر أَجود قَالَ ثَعْلَب من كسر فقد عَم وَمن فتح فقد خص قَالَ القَاضِي عِيَاض وَالْأَوْجه مَا قَالَه وَذَلِكَ أَنه اسْتَأْنف الْأَخْبَار وَالِاعْتِرَاف لله بِمَا يجب لَهُ من الْحَمد وَمَا لَهُ من النِّعْمَة وَإِذا فتح فَإِنَّمَا تَقْتَضِي التَّلْبِيَة لَهُ من أجل ذَلِك وَلَا تعلق لِلتَّلْبِيَةِ بهَا إِلَّا عَلَى بعد وَتَخْرِيج وَهَذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ثَعْلَب من الْعُمُوم وَالْخُصُوص انْتَهَى كَلَامه
١٠٧٩ - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ أَن جمَاعَة من كفار قُرَيْش مِنْهُم أبي بن خلف وَأَبُو جهل وَالْعَاص بن وَائِل والوليد بن الْمُغيرَة تكلمُوا فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُم أبي أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُول مُحَمَّد إِن الله يبْعَث الْأَمْوَات قَالَ وَاللات والعزى لأسيرن لَهُ ولأخصمنه وَأخذ عظما بَالِيًا فَجعل يفته بِيَدِهِ وَيَقُول يَا مُحَمَّد أَتَرَى الله يحيي هَذَا بَعْدَمَا رم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (نعم وَيَبْعَثُك وَيُدْخِلك جَهَنَّم)
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عَمْرو بن عون ثَنَا هَيْثَم أَنا أَبُو بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن الْعَاصِ بن وَائِل أَخذ عظما من الْبَطْحَاء فَفتهُ بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيُحْيِي الله هَذَا بعد مَا أرَى فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (نعم يُمِيتك الله ثمَّ يُحْيِيك ثمَّ يدْخلك جَهَنَّم) قَالَ وَنزلت الْآيَات من آخر يس انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَحَدِيث أبي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور عَن خَالِد عَن حُصَيْن عَن أبي مَالك قَالَ جَاءَ أبي بن خلف بِعظم فَجعل يفتته بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم فَأنْزل الله آخر سُورَة يس انْتَهَى