وبالإضافة إلى "الحديث الخبري" و"وحديث الرأي" هناك أيضًا "حديث التسلية والإمتاع"، وهو يستهدف البحث في حياة الشخص الذي يُجْرى معه الحديث١: نشأته وتاريخ حياته وأبرز الجوانب في شخصيته، ثم كيف يفكر، وكيف يمارس حياته، وما أحب الأشياء إلى قلبه، ثم ما أحلامه، وما طموحاته. وفي هذا النوع من الأحاديث الصحفية تكون الشخصية التي يُجرى معها الحديث هي موضوع الحديث نفسه؛ أي: أن الاهتمام ينصرف هنا إلى شخصية المتحدث أكثر من الاهتمام بأخباره أو بآرائه٢. ويندرج تحت هذا النوع من الأحاديث الصحفية الأحاديث التي تُجْرى مع كبار نجوم السينما أو المسرح أو الغناء أو نجوم المجتمع أو مع الشخصيات الطريفة والغريبة التي يجد القارئ في حياتهم وسلوكهم نوعًا من المتعة والتسلية.
ولقد عرفت صحافة القرن التاسع عشر الحديث الصحفي؛ ولكنه لم يستخدم بشكل عام كفن من الفنون الصحفية إلا مع بداية القرن العشرين٣.. ثم أخذ ينمو بالتدريج وتزداد مكانته حتى أصبح واحدًا من فنون التحرير الصحفي الهامة في الصحافة الحديثة.. وقد كان لانتشار الاختزال في بداية القرن العشرين أثر كبير في التقدم الذي أحرزه فن الحديث الصحفي٤؛ ولكن اختراع أجهزة التسجيل وانتشارها في الصحافة جعل من الممكن ليس فقط تسجيل الحديث كما ينطق بالفعل٥؛ وإنما أتاح أيضًا إمكانية الاحتفاظ بنص الحديث٦، وقضى إلى الأبد على تهمة لم يسلم منها كثير من الصحفيين.. وهي تهمة اختلاق بعض الأقوال التي لم ترد على لسان المتحدث٧..!!