للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغربية المعاصرة أمر لا بد منه؛ ولكن هذه الفكرة بالنسبة له تدعو للإثارة وحب المغامرة.

فانتهاء الحضارة يعني فرصة أخرى للبناء من جديد، وسيقتنص هو وأمثاله هذه الفرصة لدخول التاريخ بإقامتهم مجتمعًا جديدًا يعتمد نجاحه على جهود الباقين على قيد الحياة.

وعلى خلاف بوب سلون، فإن كيرت ساكسون كاتب وناشر وكيميائي، وهوايته جمع المعدات الثقيلة واقتناء الأسلحة. ومن بين مؤلفاته كتاب في أربعة أجزاء بعنوان "البقاء على قيد الحياة". وفيه يرسم صورة لحياة المجتمع الناهض من بين الأنقاض كما يراها ويخطط لها.

وإذا ما تجولت في منزله تشعر وكأنك في مستودع للخردة، فمعظم المعدات التي يقتنيها قديمة يعود بعضها إلى عام ١٩٣٤. كما حول ركنًا من منزله إلى مختبر صغير لإجراء التجارب على أنواع المواد المتفجرة التي يقوم بإنتاجها، وفي إحدى تلك التجارب انفجرت شحنة مما أدى إلى جرح يده اليسرى؛ بحيث لا يقدر على استعمالها مطلقًا.

وهو في فكرته -عن الاستعدادات التي يجب على المرء أن يتخذها كي يبقى حيًّا- يخالف أفكار ألان رف الذي يناشد أتباعه اقتناء الذهب والأحجار الكريمة؛ لأن كل همه انحصر في اقتناء الأسلحة، ويشرح هذا المخلوق نظريته قائلًا: "سيكون هنالك شخصان: واحد يملك الذهب، والآخر يملك السلاح. وقد يحاول الأول تطبيق نظام المقايضة، فيعرض ذهبه على الثاني مقابل بندقيته؛ ولكن صاحب البندقية يكون في وضع قوي يسمح له باستخدام القوة لانتزاع الذهب من الآخر، وإذا كان الكرم والعفو من شيم أجداده فقد يسمح له بمغادرة المكان حيًّا؟ ".

<<  <   >  >>