وهو كلام مفيد؛ ولكنه ليس العلاج، تمامًا كما يصف الطبيب لأحد المرضى أن يتعاطى القطرة مع أنه يشكو من أوجاع في بطنه.
فالقطرة دواء؛ ولكنها ليست لهذا المرض!
وعيب هذا الذي يقال للشباب هو أننا ننظر إليهم على أنهم مرضى شواذ ووحوش ضارية، يجب أن نقلم أظافرها وأنيابها، ونكتم أنفسها ونبدد طاقتها، مع أن الذي نواجهه ليس مرضًا. فهم شباب مؤمن بالله؛ ولذلك فهو متمسك بالقيم الأخلاقية التي يطالب بها الذين هم أكبر سنًّا؛ إذن فالمرض -إن كان هناك- هو التمسك المتشدد بتعاليم الدين. وليس الدين، أي دين. إذن العلاج هو: كيف تخفف قبضهم على دينهم؟ أي: كيف نطلق سراحهم من هذه الأقفاص الحديدية التي حبسوا أنفسهم فيها؟
- أما خاتمة العمود، فقد حملت خلاصة رأي الكاتب في الموضوع، والعبرة أو النصيحة التي يقدمها في الموضوع:
العلاج هو أن نناقشهم، وأن نفكر معهم، وأن نحترم عقولهم، فهم صغار، وكانت لنا أفكار أسخف من ذلك كثيرًا!
أنيس منصور
- أنواع العمود الصحفي:
هناك خمسة أنواع من العمود الصحفي؛ وهي:
١- العمود الصحفي الذي يغلب عليه الاهتمام بالشئون العامة.. فيتعرض لمختلف القضايا كالسياسة أو الاقتصاد، أو لشئون الأدب والفن، أو لقضايا الحب والزواج والطلاق ومشاكل الحياة الاجتماعية اليومية.. ولكن من الزاوية التي تهم القراء.. وتمس مشاعرهم.. ومن أمثلة هذا العمود في الصحافة العربية: فكرة لمصطفى أمين، ومواقف لأنيس منصور، ومن القلب لمحسن محمد، ومن ثقب الباب لكامل زهيري، وغيرهم.