للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تتحدث إلا بحساب.. إنها فئة قليلة الكلام١، فإذا طلبت شخصًا من النوع المتهرب إلى حديث صحفي فقد يقول لك: إنه لا يستطيع أن يقول لك شيئًا..! عندئذ: ومَن الذي يستطيع..؟!

وقد يقول لك: إنه لا يعرف شيئًا عن هذا الموضوع..! فسله: ومَن الذي يعرف؟!

وإذا سألت شخصًا متهربًا مبينًا له أنك تريد أن تُجْرِيَ معه حديثًا صحفيًّا لتعرف رأيه في قضية معينة.. فقد يقول لك: ليس عندي أي تعليق..!

عندئذ يمكنك أن تسأله: ولماذا لا تريد التعليق؟ وهل هناك سبب خاص أو عام يمنعك من التعليق؟

ثم قل له بأنك ستكتب ذلك في الصحيفة وستقول: إنه رفض التحدث في الموضوع؛ لأن هناك ما يحول بينه وبين التعبير عن رأيه..!

وقد يقول لك: إنه مشغول جدًّا، ولا وقت لديه للحديث.

عندئذ أخبره بسرعة أنك لن تأخذ وقتًا طويلًا منه.. وأن الأمر لا يعدو بضعة أسئلة يمكنه أن يجيب عنها في دقائق.. وأن رأيه أو معلوماته في الموضوع مهمة جدًّا، ولا يمكن الاستغناء عنها.. ثم ادخل في الأسئلة مباشرة، ولا تتح له أية فرصة أو وقت للاعتراض أو التسويف.. فإذا كانت أسئلتك مباشرة وفي قلب الموضوع.. فإنها يمكن أن تثير اهتمامه وتدفعه إلى الإجابة.. وبهذا يكون الحديث قد تحقق..!

ولكن قد يقول لك الشخص المتهرب: إنه مشغول جدًّا في هذه الأيام، وقد يطلب تأجيل الحديث إلى يوم آخر.. عندئذ لا يجب أن توافق على التأجيل إلا إذا تأكدت أنه جاد في التأجيل.. وأنه لا ينوي التهرب أو التسويف.. فإذا كان صادقًا -ويمكنك أن تكتشف ذلك عن طريق بعض الأسئلة مثل أن تحدد معه موعد المقابلة ومكانها.. وتتفق معه على التصوير.. وتأخذ رَقْم تليفونه الداخلي وتليفون المنزل، ثم تعرف مواعيده في الغد، وتحدد معه كمية الوقت الذي سيخصصه لك، وغير ذلك من الأسئلة- أَجِّل الحديث؛ ولكن ليس قبل أن تحدد وقتًا ملائمًا للقاء القادم له ولك.


١ Ibid p ٣٠-٣١.

<<  <   >  >>