جديدة.. مثلًا امتحانات الثانوية العامة.. موضوع يتكرر كل عام وبنفس الطريقة في الصحف.. ماذا لو تم تناوله من زاوية جديدة غير تلك الزوايا التي تدخل الرعب في قلوب الطلاب.. مثل: هؤلاء هم الذين يضعون امتحانات الثانوية العامة..! ومثل: كيف يعيش العمال في المطبعة التي تطبع أسئلة الامتحانات؟ ومثل: هل يمكن تسرب أسئلة الامتحانات؟ ومثل: أوائل العام الماضي.. أين هم الآن؟
وهناك مثلًا موضوع آخر كإعلان الميزانية السنوية للحكومة.. وهو موضوع جامد؛ ولكنه يتكرر كل عام.. ماذا لو تم تناوله من زوايا أقل جفافًا.. مثل: ٦ كيلو لحم.. و٧ كيلو سمك.. وثلاث قطع جاتوه.. نصيب كل فرد في الميزانية الجديدة.. أي: أن يعاد تفسير الميزانية ليقدم المحرر نصيب كل قارئ من الميزانية الجديدة.. فهذا أدعى لجذب اهتمام القارئ من الأرقام العامة الصماء للميزانية..
إن الحصول على فكرة تحقيق صحفي مبتكر هي أصعب جزء في عمل محرر التحقيقات الصحفية ولإدراك الصحف -وخاصة في المجتمعات المتقدمة- لهذه الحقيقة صارت تكلف مندوبي الأخبار في الصحيفة بأن يقدم كل منهم عددًا معينًا من الأفكار التي تصلح لتكون تحقيقات صحفية في المجالات التي يغطون أخبارها١، واعتبر ذلك جزءًا أساسيًّا من عملهم.
وهناك بعض الصحف التي تكلف عددًا من الخبراء والاختصاصيين في مجالات أنشطة الصحيفة المختلفة بتقديم أفكار لتحقيقات صحيفة.. فهي مثلًا تكلف بعض كبار الأطباء باقتراح أفكار لبعض التحقيقات عن الطب..
١ في الوقت الذي تطلب فيه هذه الصحف من مندوبي الأخبار تقديم اقتراحات وأفكار لتحقيقات صحفية، فإنها تمنعهم من تنفيذها؛ وإنما تضع هذه الأفكار والاقتراحات في خدمة محرري قسم التحقيقات.. فإن مندوبي الأخبار هم أسوأ من يكتبون التحقيقات الصحفية، فهم يعتبرونها من الأعمال الكمالية، وغالبًا ما يتعجلون كتابتها أو لا يتحرون الدقة في تغطية موضوع التحقيق تغطية شاملة.