للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد رأينا آنفًا توسلات الغني الخبيث، يلتمس قليلًا من الماء ليبل لسانه.

ولذلك يقرر يسوع في أكثر العبارات صراحة، وعمومًا: "وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتًا، لتأكلوا، وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسيٍّ تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر"١، وقال أيضًا للذي دعاه: "إذا صنعت غداء أو عشاء ... فادع المساكين، الجدع، العرج، العمي، فيكون لك الطوبى، إذ ليس لهم حتى يكافئوك؛ لأنك تكافَى في قيامة الأبرار"٢، وأكثر من ذلك تحديدًا أيضًا قوله في آخر اجتماع له مع حوارييه: "وأقول لكم: إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة، هذا إلى ذلك اليوم، حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي"٣، وقد عبر عن فكرة مماثلة لهذه بمناسبة تناول القربان المقدس، قال: "شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم؛ لأن أقول لكم: إني لا آكل منه بعد، حتى يكمل في ملكوت الله ... "٤.

بيد أن الجانب الحسي من نعيم الجنة أكثر ظهورًا في رؤيا القديس يوحنا: "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله،٥ من المن المُخفى٦ من يغلب فذلك سيلبس ثيابًا بيضًا٧، أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا٨، لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس، ولا شيء من الحر"٩.

واقرءوا وصف القدس الجديدة لنفس المؤلف، كتب يقول:

"والمدينة ذهب نقي شبه زجاج نقي، وأساسات سور المدينة مزينة


١ إنجيل لوقا ٢٢/ ٢٩-٣٠.
٢ السابق ١٤/ ١٢-١٤.
٣ إنجيل متى ٢٦/ ٢٩ ومرقص ١٤/ ٢٥ ولوقا ٢٢/ ١٨.
٤ انظر: لوقا ٢٢/ ١٥ و١٦.
٥ رؤيا يوحنا اللاهوتي ٢/ ٧.
٦ السابق: ٢/ ١٧.
٧ السابق: ٣/ ٥.
٨ السابق: ٢١/ ٦.
٩ السابق: ٧/ ١٧.

<<  <   >  >>