للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم من يكثر ذلك منه، ولا يخرجه ذلك من أن ينسب إليه حفظ القرآن؛ لأنه/ ١١ى يحفظ الأكثر والأعم بلا شك.

وقد صح أن النبي "صلى الله عليه وسلم"، أسقط في قراءته في صلاته شيئا من القرآن. فهل يقول أحد: إن النبي "صلى الله عليه وسلم"، كان لا يحفظ القرآن؟!

وأما قول زيد بن ثابت: "جمعت القرآن من صدور الرجال". فإنما معنى ذلك أنه استوثق فيما نقل بحفظ غيره مع حفظه.

ويجوز أن يكون أراد جمع ما وهم فيه، أو نسي من صدور الرجال، فلما ذكره غيره بما نسى من حفظه تذكره وتيقنه؛ لأنه كان يحفظه، فأثبته على يقين منه به، ولم يخالفه أحد فيما أثبت، فصار غجماعا لا أنه١ فيه خبر الواحد.

وقد بينا هذا المعنى فيما تقدم٢.


١ في الأصل؛ لأنه، والسياق يقتضي "لا أنه".
٢ انظر ص: ٦٠، ص: ٧٧.

<<  <   >  >>