للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكذلك حكى ابن هشام عن بعض طلبة اليمن - في القرن السابع - أنه سمع في بلدهم من يقول: "خذ الرُّمح، واركب امفرس". أي أنهم لا يبدلون اللام ميمًا في أل الشمسية، وإنما يخصون ذلك بأل القمرية، قال: "ولعل ذلك لغة لبعضهم، لا لجميعهم، ألا ترى إلى البيت السابق، وإنها في الحديث دخلت على النوعين"١.

وذكر بعض المستشرقين أن بعض حمير يبدلون اللام في أل نونًا٢، فتكون أداة التعريف عندهم هي النون كما في العبرية٣، ولا يزال بعض قبائل سحار المتاخمة لخولان صعدة باليمن يقلبون أل الشمسية إلى (أنْ) ، فيقولون في الصلاة والثور: انصلاة، انثور٤.

وذكر أحمد حسين شرف الدين أن المُعَرّف في اللغات اليمنية القديمة غالبًا ما يكون بالنون في آخر الاسم، مثل (ذن مسندن) أي: هذا المسند٥.

ولهذا أنكر جواد علي أن ينسب إبدال اللام ميمًا في كلام حمير، وزعم أن الحديث المروي شاهدا على هذه اللغة ضعيف أو مكذوب، قال: وقد وُضِع ليكون شاهدا على الطمطمانية المذكورة، ويرى أن تنسب هذه اللغة إلى بعض طيء٦.

وهذا القول غير مقبول، لحكمه على الحديث بلا علم، وقد رواه العلماء الثقات


١ مغني اللبيب ٧١، ويعني بالبيت: (بامسهم وامسلمة) والحديث: "ليس من امبر امصيام في امسفر".
٢ دراسة اللهجات العربية القديمة ٨٥.
٣ في اللهجات العربية ١٤٢.
٤ لهجات اليمن قديمًا وحديثًا ٦٥.
٥ لهجات اليمن قديمًا وحديثًا ٢٠.
٦ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ٨/٥٧٦.

<<  <   >  >>