للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الأخفش: "وأما ما سمعنا من اليمن، فيجعلون (أم) مكان الألف واللام الزائدتين، يقولون: رأيت امرجل، وقام امرجل، يريدون الرجل"١.

وقد سمع ابن دريد هذه اللغة باليمن أيضًا، وهي الموطن الأصلي للأزد، فقال: "يقولون: رأيت امكبّار ضرب رأسه بالعَصْو، أي: بالعصا"٢.

وقد تكلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذه اللغة في مخاطبة أحد وفود اليمن فقال: "ليس من امبر امصيام في امسفر"٣.

ولا تزال هذه اللغة مسموعة في جهات كثيرة من جنوب الجزيرة العربية٤ وسمعتها في منطقة الباحة في تهامة غامد الزناد، لكن الغالب عليهم إبدال الميم باء، فيقولون في امجمل (ابجمل) إلا ما كان أوله باء كالبقرة، فيقولون: (امبقرة) هروبًا من اجتماع المثلين.

ويتضح من هذه الشواهد أن أل الشمسية وأل القمرية تبدلان على السواء ميمًا إلا فيما حكاه الزجاجي في حواشيه على ديوان الأدب بأن "حمير يقلبون اللام ميمًا إذا كانت مُظْهَرة كالحديث المروي، إلا أن المحدِّثين أبدلوا في (الصوم) و (السفر) وإنما الإبدال في (البِّر) فقط"٥.


١ معاني القرآن ١/٢٩.
٢ جمهرة اللغة ١/٣٢٧.وينظر: الاشتقاق٥٤.
٣ الحديث بهذه الرواية في مسند الإمام الشافعي ٢/١٥٧، والإمام أحمد ٥/٤٣٤، وغريب الحديث لأبي عبيد ٤/١٩٤، والكفاية في علم الرواية١٨٤، ونصب الراية للزيلعي ٢/٤٦١.وأخرجه البخاري في كتاب الصوم (١٨٤٤) بلفظ: "ليس من البر الصوم في السفر".
٤ ينظر: لهجات اليمن قديمًا وحديثًا٢٠، ومعجم العادات والتقاليد واللهجات المحلية في منطقة عسير ٦٤-٧٠.
٥ التصريح بمضمون التوضيح ١/٤٨٥.

<<  <   >  >>