للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كما جاء في أحاديث أخرى ما يدل على أنه - رضي الله عنه - كان يؤثر الواو على الياء، من ذلك ما أخرجه أحمد١ وابن ماجه٢ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أكذب الناس الصبّاغون والصيّاغون".

ومنه حديثه - رضي الله عنه - وقد قيل له: خرج الدجال، فقال: "كَذْبة كذبها الصّواغون"٣. فنطق بالصيغة الواوية، في الحديثين، وقد يكون سمعها من رسول الله بالياء، لأنه قرشي، ولكنه نطقها بالواو علي سليقته اليمنية.

فإن كان أبو هريرة قد نطق بالصيغة اليائية على أنها لغة له، كما ذكر أبو الزناد، فلعلها في هذه الكلمة فقط، أفادتها قبيلته من إحدى القبائل الحجازية المجاورة التي تؤثر الياء في كلامها. وقد تجتمع اللغتان في قبيلة واحدة، كما حكى الخليل عن طيئ - وهي من القبائل اليمنية - أنها كانت تقول: "محيته محيًا ومحوًا"٤.

بل وعزي إلى أهل الحجاز أنهم كانوا يقولون: قنوان وقصوى وقلوت، فيما يقول التميميون: قنيان وقصيا وقليت٥.


١ المسند ٢/٢٩٢ (٧٩٠٧) ، ٢/٣٢٤ (٨٥٨٢) .
٢ السنن ٢/٧٢٨ (٢١٥٢) .
٣ النهاية٣/٦١، وكشف الخفاء١/١٩١.
٤ العين ٣/٣١٤.وينظر: تهذيب اللغة٥/٢٧٧، والمخصص ١٣/١٧.
٥ تهذيب اللغة ٩/١٢٩، ٣١٥، والمزهر ٢/ ٢٧٧.

<<  <   >  >>