للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

علاف والأبقور١.

ويرى الدكتور إبراهيم أنيس أن هذه الظاهرة ليست من قبيل قلب صوت إلى آخر، بل هي حذف الآخر من الكلمة. قال: "وما ظنه القدماء هاء متطرفة هو في الواقع امتداد في التنفس حين الوقوف على صوت اللين الطويل، أو كما يسمى عند القدماء ألف المد"٢.

ولعل الدكتور أنيس نظر إلى عدم توفر شروط الإبدال بين الهاء والتاء، فالهاء صوت حلقي رخو، والتاء صوت لثوي شديد٣، أي ليس بينهما تقارب يسوغ التبادل بينهما.

والصحيح أن هذه الظاهرة هي نوع من الإبدال، وقد فسرها ابن جني بقوله: "التابوه بدل من التاء في التابوت. وجاز ذلك لما أذكره: وهو أن كل واحد من التاء والهاء حرف مهموس، ومن حروف الزيادة في غير هذا الموضع. وأيضًا فقد أبدلوا الهاء من التاء التي للتأنيث في الوقف، فقالوا: حمزه، وطلحه، وقائمه، وجالسه. وذلك منقاد مطرد عند الوقف، ويؤكد هذا أن عامة عقيل فيما لا نزال نتلقاه من أفواهها تقول في الفرات: الفراه، بالهاء في الوصل والوقف.


١ لهجات اليمن قديمًا وحديثًا٤٤، ودراسات في لهجات شمال وجنوب الجزيرة العربية٢٤.
٢ في اللهجات العربية ١٣٦.
٣ الكتاب ٤/٤٣٣، ومخارج الحروف وصفاتها ١٢٤-١٢٦، والأصوات اللغوية ٦١،٨٨.

<<  <   >  >>