للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأكثر مصادر العربية تعزو هذه الظاهرة - أيضًا - إلى خزاعة١، عدا ابن جني فقد عزاها إلى قضاعة٢، وهي موصولة بخزاعة نسبًا وجوارًا، فهما من القبائل القحطانية المهاجرة من اليمن إلى أرض الحجاز.

ولما كان الإضمار يرد الأشياء إلى أصولها، كان فتح اللام مع المضمر هو الأصل، وإنما كسرت مع الظاهر - سوى المستغاث - خوف التباسها بلام التوكيد أو الابتداء٣.

وحكى ابن جني أن هذه اللام قد تفتح مع المظهر على الأصل في بعض اللغات، فيقال: المال لَزيد، بفتح اللام. ونقل عن أبي عبيدة، والأخفش، وخلف الأحمر، ويونس أنهم سمعوا العرب تفتح اللام الجارة مع المظهر، واستشهد بقراءة سعيد بن جبير: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} ٤ بفتح اللام. ونقل عن أبي زيد الأنصاري أنه سمع من يقول: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} ٥ بفتح اللام أيضًا٦.

وقال ابن عقيل: فتحها مع الفعل لغة عكل وبلعنبر، واستشهد بقراءة ابن جبير أيضًا٧.


١ شرح الرضي ٤/٢٨٣، وجواهر الأدب ٧٠، وارتشاف الضرب٤/١٧٠٦، والجنى الداني ١٨٣، وهمع الهوامع ٢/٣٧٢.
٢ الخصائص٢/١٠.وينظر: الاقتراح ١٨٦.
٣ الكتاب ٢/٣٧٦، ومعاني الحروف للرماني ٥٦، وسر صناعة الإعراب١/ ٣٢٧، واللامات للهروي ٧، وللزجاجي ٩٨.
٤ سورة إبراهيم ٤٦.
٥ سورة الأنفال٣٣.
٦ سر صناعة الإعراب١/٣٢٨-٣٣٠.وينظر: معاني القرآن للأخفش ١/١٢٢.
٧ المساعد٢/٢٦٠.

<<  <   >  >>