للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القهستاني، حدّثنا جعفر بن ميمون قال: سئل مالك بن أنس عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، قال:"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ ضالاًّ، وأمر به أن يخرج من مجلسه"١.

٥- رواية سفيان بن عيينة٢

قال القاضي عياض:"قال أبو طالب المكي: كان مالك

- رحمه الله - أبعدَ الناس من مذاهب المتكلِّمين، وأشدَّهم بُغضاً للعراقيين، وألزَمَهم لسنة السالفين من الصحابة والتابعين، قال سفيان بن عيينة: سأل رجلٌ مالكاً فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى يا أبا عبد الله؟، فسكت مالكٌ مليًّا حتى علاه الرحضاء، وما رأينا مالكاً وجد من شيء وجده من مقالته، وجعل الناس ينظرون ما يأمر به، ثمَّ سُريَّ عنه فقال:"الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة، والإيمان به واجب، وإني لأظنُّك ضالاًّ، أخرجوه".


١ عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص:٣٨) .
٢ هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران، أبو محمد الكوفي ثم المكي.
قال فيه ابن حجر في التقريب (رقم:٢٤٦٤) :"ثقة، حافظ، فقيه، إمام، حجة، إلاَّ أنَّه تغيَّر حفظه بآخرة، وكان ربّما دلّس لكن عن الثقات".
وقال عنه الشافعي:"لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز".
وأما اختلاطه فرُوي عن يحيى بن سعيد القطان، وأنَّ ذلك كان في سنة (١٩٧هـ) أي سنة وفاة سفيان، قال الذهبي متعقِّباً إيّاه:"أنا أستبعد صحّةَ هذا القول؛ فإنَّ القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين، بُعيد قدوم الحُجَّاج بقليل، فمن الذي أخبره باختلاط سفيان؟، ومتى لَحِقَ يقول هذا القول؟!، فسفيان حجَّةٌ مطلقاً بالإجماع من أرباب الصحاح"، كذا في تاريخ الإسلام وفيات (١٩١ - ٢٠٠هـ، ص:١٩٩) .

<<  <   >  >>