للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والذين لبوا دعوة الإسلام في هذا الدور فهموه حق فهمه لأن الدعاة كانوا من النخبة الممتازة لأن معلمهم الذي لقنهم الإسلام وأخذوا منه دينهم هو رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وليس بخاف على أحد ما للمعلم من الآثار الطيبة أو السيئة على تلاميذه فلا غرو إذا أن يكونوا بذلك المستوى الممتاز في فهم الإسلام وتصوره وأن يكونوا بذلك المستوى الممتاز أيضا في أسلوب الدعوة والتبلبغ وعلو الهمة حتى يكون لدعوتهم ذلك التأثير وذلك القبول لدى الناس حتى صار النجاشي أخا لهم بدعوتهم يستغفرون له ويصلون عليه يوم وفاته.

وقد ثبت في الصحيحين عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج إلى المصلى، فكبر أربع تكبيرات فقال: استغفروا لأخيكم١ وذكر السهيلي: فكان موت النجاشي فى رجب سنة تسع من الهجرة٢ فلما صلى عليه رفع غليه سريه بأرض الحبشة حتى رآه بالمدينة. وتكلم المنافقون فقالوا: يصلى على علج مات بأرض الحبشة. قاتلهم الله أنى يؤفكون، لم يصل رسول الله عليه الصلاة والسلام على علج٣ قط وإنما صلى على من أكرمه الله بالإسلام حتى صار فردا من أفراد أتباعه عليه الصلاة والسلام.


١ أخرجه خ الجنائز (٤) (٦٤) مناقب الأنصار (٣٨) م، الجنائز ٦٣ ٦٤، د الجنائز (٥٨) ث الجنائز (٢٧) (٧٢) (٧٦) الإمام أحمد في مسنده ٢٨١/ ٢ وذلك من حديث أبى هربرة رضي الله تعالى عنه.
٢أخرج هذا الحديث ابن أبى حاتم في التفسير من طريق ثابت والدارقطني في الأفراد، والبزار، من طريق حميد كلاهما عن أنس قاله الحافظ في الفتح ١٨٨/٣ ولكن رفع السرير ثم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم له قال الحافظ في الفتح عن طريق الواقدي في أسبابه بغير إسناد عن ابن عباس، ثم قال الحافظ: لابن حبان من حديث عمران بن حصين فقام وحفوا خلفه وهم لا يظنون إلا أن جنازته بين يديه. أخرجه من طريق الأوزاعي عن يحي بن أبى كثيرعن أبي قلابة عن أبي المهلب عنه ولأبي عوانة من طريق أبان وغيره عن يحي فصلينا خلفه ونحن لا نرى إلا أن الجنازة قدامنا. وقال البيهقي في الدلائل كان موت النجاشي في سنة ثماني من الهجرة الفتح ١٩١/ ٧.
٣ كافر من الأعاجم.

<<  <   >  >>