للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الدور الأول]

[التمهيد للدور الأول]

...

[الدور الأول]

وهذه الفترة تعتبر الدور الأول من الأدوار الثلاثة للعمل الإسلامي في أفريقيا وهو دور دخوله ووضع تدمه فيها، وتبين مما تقدم أن الذين حملوا الإسلام إلى أفريقيا في هذا الدور هم أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم الذين فهموا الإسلام كما جاء قبل أن يدخل فيه أي دخيل أو فكرة أجنبية أو رأي فاسد أخذوه من في رسول الله عليه الصلاة والسلام غضا طريا كما نزل فبلغوه كما فهموه بأمانة دونها كل الأمانات وبإخلاص يقف دونه كل إخلاص، لذا صار لتبليغهم ذلك التأثير الذي عرفناه في نفس النجاشي وبعض أتباعه ممن أراد الله لهم الهداية ووفقهم. ولقد رأيناهم كيف تأثروا من سماع القرآن، ثم علمنا أن النجاشي لم يتردد في إيمانه رسميا عندما بلغه كتاب رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي يدعوه فيه إلى الإيمان به وبما جاء به. لأنه قد آمن قلبه قبل وصول الكتاب إليه عندما أخبر. بما هو يدعو إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام لذا سمينا إيمانه أو إعلانه بإيمانه رسميا لأنه في واقع الأمر مؤمن قبل ذلك، كما لا يخفى. فيعد النجاشي أول ملك يؤمن برسول الله ودينه من ملوك الدنيا- فيما نعلم- كما تعد قارته الأفريقية أول قارة تطؤها تلكم الأقدام الطاهرة أقدام أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وفيهم بعض آل بيته وأقاربه بل بعض بناته عليه الصلاة والسلام، وشرفت بالإسلام. هكذا دخل الإسلام قارة أفريقيا باعتبار جزء مهم منها وهو الحبشة، فإطلاق الكل وإرادة الجزء لشيء وليد كلامي ولا هو من بدعتي بل هو أسلوب عربي معروف وسبيل مسلوك لا ينتطح حوله عنزان.

<<  <   >  >>