ـ باللغة العربية ـ فغضب الوزير لمثل هذه التحية وأصدر في اليوم التالي قراراً بإغلاق المدرسة.
فهب المسلمون يدافعون عن ثانويتهم التي بنوها بأموالهم وغذوها بأرواحهم إلى أن أعيد افتتاحها ثانية. حادثة كهذه تصور لنا مدى الصعوبات التي تعانيها هذه الجمعية. إنها تمر اليوم بأصعب الظروف وأحلكها لعجزها المالي الذي سبب في السنتين الأخيرتين تقلصاً في نشاطها وانكماشها في معركتها.
إنني أهيب برجال الدعوة الأماجد أن يقدموا لهذه الجمعية يد العون والمساعدة إذ إنها أول جمعية إسلامية في أفريقيا الغربية استطاعت أن تحقق مثل هذه الانجازات في مدى قصيرة وتبقى صامدة على عقيدتها رغم المصاعب التي تعانيها.
٣ ـ الجمعية الإيمانية بفريتاون:
أسس هذه الجمعية بفريتاون فضيلة الشيخ جبريل سيسي مع جماعة من قبيلة التمني عام ١٩٣٨م. وكان من أعمال هذه الجمعية بناء (جامع الجليل) وهو من أكبر جوامع فريتاون وإلى جانبه بنيت (المدرسة الإيمانية المشهورة) وكانت للجامع والمدرسة هذين أثر هام في تاريخ الثقافة الإسلامية بسيراليون. وذلك لأنه عندما كان المسلمون يغطون في سبات عميق كان رئيس هذه الجمعية النشيط فضيلة الشيخ جبريل سيسي حفظه الله يتصل بكل داعية إسلامي يحضر إلى سيراليون ويدعوه لزيارة الجامع والمدرسة للوعظ فيهما مما جعل هاتين المؤسستين بحق مركز التقاء المسلمين الوافدين من خارج سيراليون ومنار ثقافة إسلامية صحيحة فلا غرو أن نرى اليوم جماعة (جامع الجليل) وطلاب المدرسة الإيمانية قد سبقوا غيرهم أشواطاً بعيدة في ميدان العلوم الإسلامية والعربية.
هذه أهم الجمعيات الإسلامية في سيراليون ويوجد أيضاً عشرات من الجمعيات الإسلامية غيرها منتشرة في جميع أنحاء سيراليون ويكاد أثرها لا يذكر في ميدان الدعوة لأنه ضئيل جداً بل ومنعدم أحياناً.